وغيرهم عن زيد بعد نقل القصة إلى أن قال : حتى أنزل الله تعالى تصديقي في ﴿ إِذَا جَاءكَ المنافقون ﴾ [ المنافقون : ١ ] ما نصه فدعاهم رسول الله ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم، فجمع الضمائر : إما على ظاهره، وإما من باب بنو تميم قتلوا فلاناً، وإذاً على ما مر، و﴿ يَسْتَغْفِرِ ﴾ مجزوم في جواب الأمر، و﴿ رَسُولِ الله ﴾ فاعل له، والكلام على ما في "البحر" من باب الأعمال لأن ﴿ رَسُولِ الله ﴾ يطلبه عاملان :﴿ يَسْتَغْفِرِ ﴾ و﴿ تَعَالَوْاْ ﴾ فأعمل الثاني على المختار عند أهل البصرة ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله، وجملة ﴿ يَصِدُّونَ ﴾ في موضع الحال، وأتت بالمضارع ليدل على الاستمرار التجددي، ومثلها في الحالية جملة ﴿ هُمْ مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾ ؛ وقرأ مجاهد.
ونافع.
وأهل المدينة.
وأبو حيوة.
وابن أبي عبلة.
والمفضل.
وأبان عن عاصم.
والحسن.
ويعقوب بخلاف عنهما ﴿ لَوَّوْاْ ﴾ بتخفيف الواو، والتشديد في قرارة باقي السبعة للتكثير، ولما نعى سبحانه عليهم إباءهم عن الإتيان ليستغفر لهم رسول الله ﷺ وإعراضهم واستكبارهم أشار عز وجل إلى عدم فائدة الاستغفار لهم لما علم سبحانه من سوء استعدادهم واختيارهم بقوله تعالى :
﴿ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾
فهو للتسوية بين الأمرين الاستغفار لهم وعدمه، والمراد الاخبار بعدم الفائدة كما يفصح عنه قوله جل شأنه :﴿ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ وتعليله بقوله تعالى :﴿ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين ﴾ أي الكاملين في الفسق الخارجين عن دائرة الاستصلاح المنهمكين لسوء استعدادهم بأنواع القبائح، فإن المغفرة فرع الهداية، والمراد بهؤلاء القوم إما المحدث عنهم بأعيانهم.