وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ﴾
فضح الله تعالى بهذه الآية سريرة المنافقين، وذلك أنهم كانوا يقولون لرسول الله ﷺ ﴿ نشهد إنك لرسول الله ﴾، وهم في إخبارهم هذا كاذبون، لأن حقيقة الكذب أن يخبر الإنسان بضد ما في قلبه، وكسرت الألف من " إن " في الثلاثة، لدخول اللام المؤكدة في الخبر، وذلك لا يكون مع المفتوحة، وقوله :﴿ نشهد ﴾ وما جرى مجراها من أفعال اليقين، والعلم يجاب بما يجاب به القسم، وهي بمنزلة القسم، وقرأ الناس :" أيْمانهم " جميع يمين، وقرأ الحسن بن أبي الحسن بخلاف " إيمانهم "، بكسر الألف، أي هذا الذي تظهرون، وهذا على حذف مضاف، تقديره : إظهار إيمانهم، والجنة : ما يستتر به في الأجرام والمعاني، وقوله تعالى :﴿ فصدوا ﴾ يحتمل أن يكون غير متعد تقول : صد زيد، ويحتمل أن يكون متعدياً كما قال :


الصفحة التالية
Icon