فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أَنفق ولا تخشَ من ذِي العرششِ إقلالاً.
فتبسّم رسول الله ﷺ وعُرف في وجهه البشر لقول الأنصاري ثم قال : بهذا أُمرتُ".
رواه الترمذي في كتاب "الشمائل".
وهذا جواب من باب طريقة النقض لكلامهم في مصطلح آداب البحث.
و﴿ خزائن ﴾ جمع خزانة بكسر الخاء.
وهي البيت الذي تُخزن فيه الطعام قال تعالى :﴿ قال اجعلني على خزائن الأرض ﴾ تقدم في سورة يوسف ( ٥٥ ).
وتطلق على الصندوق الكبير الذي يخزن فيه المال على سبيل التوسع وعلى بيوت الكتب وصناديقها، ومن هذا ما جاء في حديث الصرف من الموطأ } "حتى يحضر خازني من الغابة".
و﴿ خزائن السماوات ﴾ مقارّ أسباب حصول الأرزاق من غيوث رسمية وأشعة الشمس والرياح الصالحة فيأتي ذلك بتوفير الثمار والحبوب وخصب المرعى وتزايد النتاج.
وأما خزائن الأرض فما فيها من أهرية ومطاميرَ وأندر، ومن كنوز الأحوال وما يفتح الله لرسوله ﷺ من البلاد وما يفيء عليه من أهل القرى.
واللام في ﴿ لله ﴾ الملك أي التصرف في ذلك ملك لله تعالى.
ولما كان الإِنفاق على فقراء المسلمين مما يعين على ظهور الدين الذي أرسل الله به رسوله ﷺ كان الإِخبار بأن الخزائن لله كنايةً عن تيسير الله تعالى لرسوله ﷺ حصول ما ينفق منه كما دل عليه قوله ﷺ لما قال له الأنصاري "ولا تَخشَ من ذي العرش إقلالاً" "بهذا أُمرت".
وذلك بما سيره الله لرسوله ﷺ من زكوات المسلمين وغنائم الغزوات، وما فتح الله عليه من البلاد بخيراتها، وما أفاء الله عليه بغير قتال.


الصفحة التالية
Icon