وقال ملا حويش :
تفسير سورة المنافقين
عدد ١٨ - ١٠٤ - ٦٣ نزلت بالمدينة بعد سورة الحج.
وهي إحدى عشرة آية، وثمانون ومئة كلمة، وتسعمائة وستّ وسبعون حرفا.
وتقدم بيان السّور المبدوءة بما بدئت به في سورة الانفطار ج ٢ ومثلها في عدد الآي العاديات والقارعة والضّحى والجمعة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"إِذا جاءَكَ" يا محمد "الْمُنافِقُونَ قالُوا" لك بلسانهم "نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ" حقا بما علمنا في كتبنا فلا تعبأ يا حبيبي بقولهم هذا، ولا تصغ لشهادتهم، وقل لهم إني رسول اللّه إن شهدتم وإن لم "وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ" فأنت في غنى عن شهادتهم الكاذبة الصّورية "وَاللَّهُ" الذي أرسلك بشيرا ونذيرا لخلقه كافة "يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ" الّذين جاءوا إليك بشهادتهم عفوا "لَكاذِبُونَ" ١ في شهادتهم لأنهم أضمروا عكسها في قلوبهم وان من أخبر بشيء وهو معتقد خلافه فهو كاذب وإن هؤلاء المنافقين الّذين لا تتجاوز شهادتهم حناجرهم "اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ" التي يحلفونها لك على صدق شهادتهم المزورة من قولهم لك قبل انهم لمنكم وانهم معكم وقولهم الآن نشهد والشّهادة يمين كلها "جُنَّةً" وقاية يتقون بها السّبي والجلاء والقتل وما يتخيلون إيقاعه بهم من قبلك وأصحابك "فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" أنفسهم ومنعوا غيرهم من أتباعه "إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ" (٢) من الكذب والبهت والنّفاق والإعراض عن دين اللّه وصد النّاس عنه مع علمهم بأحقيته "ذلِكَ" إقدامهم على هذه الأعمال القبيحة "بِأَنَّهُمْ آمَنُوا" بألسنتهم فقط ولم يظهروا ايمانهم الا عند مشاهدة المؤمنين "ثُمَّ كَفَرُوا"