فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة


قال ابن خالويه :
ومن سورة المنافقون
قوله تعالى كأنهم خشب مسندة يقرأ بإسكان الشين وضمها فالحجة لمن أسكن أنه شبهه في الجمع ببدنه وبدن ودليله قوله ﴿ والبدن جعلناها لكم ﴾ أو يكون أراد الضم فأسكن تخفيفا والحجة لمن ضم الشين أنه أراد جمع الجمع كقولهم ثمار وثمر
قوله تعالى ﴿ لووا رؤوسهم ﴾ يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علله ومعناه حركوها كالمستهزئين بالقرآن
قوله تعالى ﴿ وأكن من الصالحين ﴾ يقرأ بإثبات الواو والنصب وبحذفها والجزم والإجماع على الجزم إلا ما تفرد به أبو عمرو من النصب فالحجة لمن جزم أنه رده على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل لأن الأصل كان ؟ < لولا أخرتني أتصدق وأكن > ؟ كما قال الشاعر
فأبلوني بليتكم لعلي
أصالحكم وأستدرج نويا
فجزم واستدرج عطفا على موضع ؟ < أصالحكم > ؟ قبل دخول لعل عليه ومعناه فأبلوني بليتكم أصالحكم والحجة لمن نصب أنه رده على قوله ﴿ أصدق ﴾ لأن المعنى لولا ها هنا معنى هلا وهي للإستفهام والتحضيض والجواب في ذلك بالفاء منصوب وفيما شاكله من الأمر والنهي والتمني والجحد والعرض فعطف لفظا على لفظ ليكون الكلام فيه من وجهه واحد فأعرف ذلك أن شاء الله. أ هـ ﴿الحجة فى القراءات السبعة صـ ٣٤٦ ـ ٣٤٧﴾


الصفحة التالية
Icon