﴿ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ ﴾ ظرف ﴿ لَتُنَبَّؤُنَّ ﴾ [ التغابن : ٧ ] وقوله تعالى :﴿ وَذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ﴾ [ التغابن : ٧ ] وقوله سبحانه :﴿ فَئَامِنُواْ ﴾ إلى ﴿ خَبِيرٌ ﴾ [ التغابن : ٨ ] من الاعتراض، فالأول : يحقق القدرة على البعث، والثاني : يؤكد ما سيق له الكلام من الحث على الإيمان به وبما تضمنه من الكتاب وبمن جاء به، وبالحقيقة هو نتيجة قوله تعالى :﴿ لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ ﴾ قدم على معموله للاهتمام فجرى مجرى الاعتراض، وقوله سبحانه :﴿ والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ اعتراض في اعتراض لأنه من تتمة الحث على الإيمان كما تقول : اعمل إني غير غافل عنك، وقال الحوفي : ظرف لخبير وهو عند غير واحد من الأجلة بمعنى مجازيكم فيتضمن الوعد والوعيد.
وجعله الزمخشري بمعنى معاقبكم، ثم جوز هذا الوجه، وتعقب بأنه يرد عليه أنه ليس لمجرد الوعيد بل للحث كيف لا والوعيد قد تم بقوله تعالى :﴿ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ﴾ [ التغابن : ٧ ] فلم يحسن جعله بمعنى معاقبكم فتدبر، وجوز كونه منصوباً بإضمار اذكر مقدراً، وتعقب بأنه وإن كان حسناً إلا أنه حذف لا قرينة ظاهرة عليه، وجوز كونه منصوباً بإضمار اذكر مقدراً، وتعقب بأنه وإن كان حسناً إلا أنه حذف لا قرينة ظاهرة عليه، وجوز كونه ظرفاً لمحذوف بقرينة السياق أي يكون من الأحوال والأهوال ما لا يحيط به نطاق المقال يوم يجمعكم، وتعقب بأن فيه ارتكاب حذف لا يحتاج إليه، فالأرجح الوجه الأول، وقرىء ﴿ يَجْمَعُكُمْ ﴾ بسكون العين، وقد يسكن الفعل المضارع المرفوع مع ضمير جمع المخاطبين المنصوب، وروي إشمامها الضم، وقرأ سلام.
ويعقوب.
وزيد بن علي.