﴿ وَمِنَ الناس مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابتغاء مَرْضَاتِ الله ﴾ [ البقرة : ٢٠٧ ] وقوله سبحانه :﴿ إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ ﴾ [ التوبة : ١١١ ] وقوله عز وجل :﴿ الذين يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وأيمانهم ثَمَنًا قَلِيًلا ﴾ [ آل عمران : ٧٧ ] فعلم أنهم قد غبنوا فيما تركوا من المبايعة وفيما تعاطوه من ذلك جميعاً انتهى، والجملة مبتدأ وخبر، والتعريف للجنس، وفيها دلالة على استعظام ذلك اليوم وأن تغابنه هو التغابن في الحقيقة لا التغابن في أمور الدنيا وإن جلت وعظمت.
﴿ وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا ﴾ أي عملاً صالحاً ﴿ يَكْفُرْ ﴾ أي الله تعالى ﴿ عَنْهُ سيئاته ﴾ في ذلك اليوم ﴿ وَيُدْخِلْهُ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَدًا ﴾ أي مقدرين الخلود فيها، والجمع باعتبار معنى ﴿ مِنْ ﴾ كما أن الإفراد باعتبار لفظه، وقرأ الأعرج.
وشيبة.
وأبو جعفر.
وطلحة.
ونافع.
وابن عامر.
والمفضل عن عاصم.
وزيد بن علي.
والحسن بخلاف عنه نكفر.
وندخله بنون العظمة فيهما ﴿ ذلك ﴾ أي ما ذكر من تكفير السيآت وإدخال الجنات ﴿ الفوز العظيم ﴾ الذي لا فوز وراءه لانطوائه على النجاة من أعظم الهلكات والظفر بأجل الطلبات.
﴿ والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا أُولَئِكَ أصحاب النار خالدين فِيهَا وَبِئْسَ المصير ﴾ أي النار، وكأن هذه الآية والتي قبلها لاحتوائهما على منازل السعداء والأشقياء بيان للتغابن على تفسيره بتغابن الفريقين على التقابل ولما فيه من التفصيل نزل منزلة المغاير فعطف بالواو وكذا على الإطلاق لكنه عليه بيان في الجملة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٨ صـ ﴾