وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
﴿ زَعَمَ الذين كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ ﴾
الزعمُ ادعاءُ العلمِ يتعدى إلى مفعولينِ وقد قام مقامَهُما أن المخففةُ معَ مَا في حيزِهَا، والمرادُ بالموصولِ كفارُ مكةَ أي زعمُوا أنَّ الشأنَ لن يبعثُوا بعد موتِهِم أبداً ﴿ قُلْ ﴾ رداً عليهِم وإبطالاً لزعمِهِم بإثباتِ ما نَفوه ﴿ بلى ﴾ أي تُبعثونَ وقوله :﴿ وَرَبّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ﴾ أي لتُحاسبُنَّ ولتُجزَوُنَّ بأعمالِكُم، جملةٌ مستقلةٌ داخلةٌ تحتَ الأمرِ واردةٌ لتأكيدِ ما أفادَهُ كلمةُ بَلَى من إثباتِ البعثِ وبيانِ تحقيقِ أمرٍ آخرَ متفرعٍ عليهِ منوطٍ به ففيهِ تأكيدٌ لتحقيقِ البعثِ بوجهينِ ﴿ وَذَلِكَ ﴾ أي ما ذُكِرَ من البعثِ والجزاءِ ﴿ عَلَى الله يَسِيرٌ ﴾ لتحققِ القدرةِ التامةِ وقبولِ المادةِ.


الصفحة التالية
Icon