وقال الآلوسى :
﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ ﴾
أي ما أصاب أحداً مصيبة على أن المفعول محذوف، و﴿ مِنْ ﴾ زائدة، و﴿ مُّصِيبَةٍ ﴾ فاعل، وعدم إلحاق التاء في مثل ذلك فصيح لكن الإلحاق أكثر كقوله تعالى :﴿ مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ﴾ [ الحجر : ٥ ] ﴿ وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ ﴾ [ الأنعام : ٤ ] والمراد بالمصيبة الرزية وما يسوء العبد في نفس.
أو مال.
أو ولد.
أو قول.
أو فعل أي ما أصاب أحداً من رزايا الدنيا أي رزية كانت ﴿ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ أي بإرادته سبحانه وتمكينه عز وجل كأن الرزية بذاتها متوجهة إلى العبد متوقفة على إرادته تعالى وتمكينه جل وعلا، وجوز أن يراد بالمصيبة الحادثة من شر أو خير، وقد نصوا على أنها تستعمل فيما يصيب العبد من الخير وفيما يصيبه من الشر لكن قيل : إنها في الأول : من الصوب أي المطر، وفي الثاني : من إصابة السهم، والأول هو الظاهر، وإن كان الحكم بالتوقف على الإذن عاماً.
﴿ وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ عند إصابتها للصبر والاسترجاع على ما قيل، وعن علقمة للعلم بأنها من عند الله تعالى فيسلم لأمر الله تعالى ويرضى بها، وعن ابن مسعود قريب منه، وقال ابن عباس :﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وقيل :﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ أي يلطف به ويشرحه لازدياد الخير والطاعة، وقرأ ابن جبير.
وطلحة.
وابن هرمز.
والأزرق عن حمزة نهد بنون العظمة.
وقرأ السلمي.
والضحاك.


الصفحة التالية
Icon