وأبو جعفر ﴿ يَهْدِ ﴾ بالياء مبنياً للمفعول ﴿ قَلْبَهُ ﴾ بالرفع على النيابة عن الفاعل، وقرىء كذلك لكن بنصب ﴿ قَلْبَهُ ﴾، وخرج على أن نائب الفاعل ضمير ﴿ مِنْ ﴾ و﴿ قَلْبَهُ ﴾ منصوب بنزع الخافض أي يهد في قلبه، أو يهد إلى قلبه على معنى أن الكافر ضال عن قلبه بعيد منه، والمؤمن واجد له مهتد إليه كقوله تعالى :﴿ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ [ ق : ٣٧ ] فالكلام من الحذف والإيصال نحو ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ [ الفاتحة : ٦ ]، وفيه جعل القلب بمنزلة المقصد فمن ضل فقد منع منه ومن وصل فقد هدي إليه، وجوز أن يكون نصبه على التمييز بناءاً على أنه يجوز تعريفه.
وقرأ عكرمة.
وعمرو بن دينار.
ومالك بن دينار يهدأ بهمزة ساكنة ﴿ قَلْبَهُ ﴾ بالرفع أي يطمئن قلبه ويسكن الإيمان ولا يكون فيه قلق واضطارب، وقرأ عمرو بن قايد يهدا بألف بدلاً من الهمزة الساكنة، وعكرمة.
ومالك بن دينار أيضاً ﴿ يَهْدِ ﴾ بحذف الألف بعد إبدالها من الهمزة، وإبدال الهمزة في مثل ذلك ليس بقياس على ما قال أبو حيان، وأجاز ذلك بعضهم قياساً، وبني عليه جواز حذف تلك الألف للجازم، وخرج عليه قول زهير بن أبي سلمى
: جرى متى يظلم يعاقب بظلمه...
سريعاً وأن "لا يبد" بالظلم يظلم