والتعريف في قوله :﴿ رسولنا ﴾ بالإِضافة لقصد تعظيم شأنه بأنه ﷺ رسول ربّ العالمين.
وهذا الضمير التفات من الغيبة إلى التكلم يفيد تشريف الرسول بعزّ الإضافة إلى المتكلم.
ومعنى الحَصْر قوله :﴿ فإنما على رسولنا البلاغ المبين ﴾ قصر الرسول ﷺ على كون واجبه البلاغ، قصرَ موصوف على صفةِ فالرسول ﷺ مقصور على لزوم البلاغ له لا يعدُو ذلك إلى لزوم شيء آخر.
وهو قصر قلب تنزيلاً لهم في حالة العصيان المفروض منزلة من يعتقد أن الله لو شاء لألجأهم إلى العمل بما أمرهم به إلهاباً لنفوسهم بالحث على الطاعة.
ووصف البلاغ بـ ﴿ المبين ﴾، أي الواضح عُذر للرسول ﷺ بأنه ادعى ما أمر به على الوجه الأكمل قطعاً للمعذر عن عدم امتثال ما أمر به.
وباعتبار مفهوم القصر جملة ﴿ فإنما على رسولنا البلاغ المبين ﴾ كانت جواباً للشرط دون حاجة إلى تقدير جواب تكون هذه الجملة دليلاً عليه أو علة له.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣)
جملة معترضة بين جملة ﴿ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ﴾ [ التغابن : ١٢ ] وجملة :﴿ وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
واسم الجلالة مبتدأ وجملة : الله لا إله إلا هو ﴾ خبر.
وهذا تذكير للمؤمنين بما يعلمونه.
أي من آمن بأن الله لا إله إلا هو كان حقاً عليه أن يطيعه وأن لا يعبأ بما يصيبه في جانب طاعة الله من مصائب وأذى كما قال حُبيب بن عدي :
لستُ أبالي حين أُقتل مسلماً
على أيّ جنب كان لله مصرعي...
ويجوز أن تكون جملة ﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ في موقع العلة لجملة ﴿ وأطيعوا الله ﴾ [ التغابن : ١٢ ] وتفيد أيضاً تعليل جملة ﴿ وأطيعوا الرسول ﴾ [ التغابن : ١٢ ] لأن طاعة الرسول ترجع إلى طاعة الله قال تعالى :﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله ﴾ [ النساء : ٨٠ ].