قوله تعالى :﴿ خَلَقَ السماوات والأرض بالحق ﴾
تقدّم في غير موضع ؛ أي خلقها حقاً يقيناً لا ريب فيه.
وقيل الباء بمعنى اللام ؛ أي خلقها للحق ؛ وهو أن يَجْزِي الذين أساءوا بما عمِلوا ويجزي الذين أحسنوا بالحُسْنَى.
﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ يعني آدم عليه السلام، خلقه بيده كرامةً له ؛ قاله مقاتل.
الثاني جميع الخلائق.
وقد مضى معنى التصوير، وأنه التخطيط والتشكيل.
فإن قيل : كيف أحسن صورهم؟ قيل له : جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورةً ؛ بدليل أن الإنسان لا يتمنّى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصُّوَر.
ومن حسن صورته أنه خلق منتصباً غير منكب ؛ كما قال عز وجل :﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
﴿ وَإِلَيْهِ المصير ﴾ أي المرجع ؛ فيجازِي كلاًّ بعمله. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾