فصل فى التعريف بالسورة الكريمة
قال ابن عاشور :
سورة التغابن
سميت هذه السورة ( سورةَ التغابن )، ولا تعرف بغير هذا الاسم ولم ترد تسميتها بذلك في خبر مأثور عن رسول الله ( ﷺ ) سوى ما ذكره ابن عطية عن الثعلبي عن ابن عمر من أن النبي ( ﷺ ) قال :( ما من مولود إلا وفي تشابيك مكتوب خمسُ آيات فاتحةُ سورة التغابن ). والظاهر أن منتهى هذه الآيات قوله تعالى :( والله عليم بذات الصدور ( ( التغابن : ٤ ) فتأمله. ورواه القرطبي عن ابن عمر ولم ينسبه إلى التعليق فلعله أخذه من تفسير ابن عطية.
ووجه التسمية وقوع لفظ ) التغابن ( ( التغابن : ٩ ) فيها ولم يقع في غيرها من القرآن.
وهي مدنية في قول الجمهور وعن الضحاك هي مكية. وروى الترمذي عن عكرمة عن ابن عباس ( أن تلك الآيات نزلت في رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا الهجرة فأبى أزواجهم وأولادهم أن يَدعُوهم يأتون رسول الله ( ﷺ ) الحديث. وقال مجاهد : نزلت في شأن عوف الأشجعي كما سيأتي.
وهي معدودة السابعة والمائة في ترتيب نزول السور نزلت بعد سورة الجُمعة وقبل سورة الصَّف بناء على أنها مدنية.
وعدد آيها ثماني عشرة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٨ صـ ٢٥٨﴾