﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُواْ اللَّهَ ياأُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً ﴾
وقوله: ﴿قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً...﴾ ﴿رَّسُولاً...﴾.
نزلت فى الكتاب بنصب الرسول، وَهو وجه العربية، ولو كانت رسولٌ بالرفع كان صوابا ؛ لأن الذكر رأس آية، والإستئناف بعد الآيات حسن. ومثله قوله: "التائبون" وقبلها: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، فلما قال: ﴿وذلك هو الفوزُ العظيمُ﴾ استؤنف بالرفع، ومثله: ﴿وتَرَكَهُمْ فى ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِِرُونَ، صُمٌّ بُكْمٌ﴾، ومثله: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ ثم قال: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُريدُ﴾، وهو نكرة من صفة معرفة، فاستؤنف بالرفع، لأنه بعد آية.
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
وقوله: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ...﴾.
خلق سبعاً، ولو قرئت: "مثلُهن" إذ لم يظهر الفعل كان صوابا.
تقول فى الكلام: رأيت لأخيك إبلا، ولوالدك شاء كثير، إذا لم يظهر الفعل.
قال يعنى الآخِر جاز: الرفع، والنصب إذا كان مع الآخر صفة رافعة فقس عليه إن شاء الله. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ١٦٢ ـ ١٦٥﴾


الصفحة التالية
Icon