وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الطلاق
(يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) [١] أي: قل لأمتك إذا طلقتم النساء، لأن الطلاق نسخ [منه] حكم النبي بقوله (ولا أن تبدل بهن). فطلقوهن لعدتهن). أي: عند عدتهن، كقوله: (لا يجليها لوقتها إلا هو)، أي: عند وقتها. وتؤيده القراءة المروية عن النبي عليه السلام وابن عباس وعثمان،
وأبي، و[جابر] بن عبد الله، ومجاهد، وعلي بن [الحسين]، وزيد بن علي، وجعفر بن محمد: "لقبل عدتهن". (بفاحشة مبينة) بزنى فيخرجن لإقامة الحد.
وقيل: الفاحشة أن [تبذوا] على أحمائها وتفحش في القول. (فإذا بلغن أجلهن) [٢] قاربن انقضاء العدة. (وأشهدوا ذوى عدل) أي: على الرجعة. (إن ارتبتم فعدتهن) [٤] لما نزلت عدة ذوات الأقراء في البقرة ارتابوا في غيرهن. (وإن تعاسرتم) [٦] تضايقتم، وهو إذا امتنعت المرأة من إرضاع الولد يستأجر/الزوج أخرى ولا يجبرها.
(قد أنزل الله إليكم ذكراً* رسولاً) [١٠، ١١] أي: رسولاً ذكركم به وهداكم على لسانه. (ومن الأرض مثلهن) [١٢] أي: سبع طباق أو سبعة أقاليم، وهي سبع قطع من الأرض بخطوط متوازية، حاصرة لبلدان كثيرة، [تمر] على بسيط الأرض فيما بين المشرق والمغرب طولاً، وما بين [الشمال] والجنوب عرضاً، ويزداد النهار الأطول الصيفي، في الخط المجتاز بالطول -على وسط كل واحد منها- على مقداره في خط وسط الذي هو عنه أجنب بنصف ساعة. (يتنزل الأمر بينهن) أي: يترتب القضاء والقدر بينهن منازل من شتاء وصيف، ونهار وليل، ومطر ونبات، ومحيا وممات، وملك ودول، ومحبوب ومحذور، واختلاف وائتلاف، كما في شعر الأعشى:
١٢٨٢- شباب وشيب وافتقار وثروة فلله هذا الدهر كيف [ترددا]
[تمت سورة الطلاق]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٥١٠ ـ ١٥١٤﴾


الصفحة التالية
Icon