وقال الحسن : إن وضعت أحد الولدين انقضت عدتها، واحتج بقوله تعالى :﴿أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ ولم يقل : أحمالهن، لكن لا يصح، وقرىء ( أحمالهن )، وقوله :﴿وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾ أي ييسر الله عليه في أمره، ويوفقه للعمل الصالح.
وقال عطاء : يسهل الله عليه أمر الدنيا والآخرة، وقوله :﴿ذَلِكَ أَمْرُ الله أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ﴾ يعني الذي ذكر من الأحكام أمر الله أنزله إليكم، ومن يتق الله بطاعته، ويعمل بما جاء به محمد ﷺ يكفر عنه سيئاته من الصلاة إلى الصلاة، ومن الجمعة إلى الجمعة، ويعظم له في الآخرة أجراً، قاله ابن عباس.
فإن قيل قال تعالى :﴿أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ ولم يقل : أن يلدن، نقول : الحمل اسم لجميع ما في بطنهن، ولو كان كما قاله، لكانت عدتهن بوضع بعض حملهن، وليس كذلك.
قوله تعالى :﴿أَسْكِنُوهُنَّ﴾ وما بعده بيان لما شرط من التقوى في قوله :﴿وَمَن يَتَّقِ الله﴾ [ الطلاق : ٤ ] كأنه قيل : كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات، فقيل :﴿أَسْكِنُوهُنَّ﴾ قال صاحب "الكشاف" :( من ) صلة، والمعنى أسكنوهن حيث سكنتم.


الصفحة التالية
Icon