وقرىء رسول على إضمار هو، وقوله تعالى :﴿ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءايات الله مبينات ﴾ نعت لرسولاً وهو الظاهر، وقيل : حال من اسم ﴿ الله ﴾ تعالى، ونسبة التلاوة إليه سبحانه مجازية كبني الأمير المدينة، و﴿ الله إِلاَّ ﴾ القرآن، وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر على أحد الأوجه، و﴿ مبينات ﴾ حال منها أي حال كونها مبينات لكم ما تحتاجون إليه من الأحكام، وقرىء ﴿ مبينات ﴾ أي بينها الله تعالى كقوله سبحانه :﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيات ﴾ [ آل عمران : ١١٨ ] واللام في قوله تعالى :﴿ لّيُخْرِجَ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات مِنَ الظلمات إِلَى النور ﴾ متعلق بأنزل أو بيتلو وفاعل يخرج على الثاني ضمير الرسول عليه الصلاة والسلام أو ضمريه عز وجل، والمراد بالموصول المؤمنون بعد إنزال الذكر وقبل نزول هذه الآية ؛ أو من علم سبحانه وقدر أنه سيؤمن أي ليحصل لهم الرسول أو الله عز وجل ماهم عليه الآن من الايمان والعمل الصالح، أو ليخرج من علم وقدر أنه يؤمن من أنواع الضلالات إلى الهدى، فالمضي إما بالنظر لنزول هذه الآية أو باعتبار علمه تعالى وتقديره سبحانه الأزلي.
﴿ وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا ﴾ حسبما بين في تضاعيف ما أنزل من الآيات المبينات.
﴿ يُدْخِلْهُ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ﴾ وقرأ نافع.
وابن عامر ندخله بنون العظمة وقوله تعالى :﴿ خالدين فِيهَا أَبَداً ﴾ حال من مفعول ﴿ يُدْخِلْهُ ﴾ والجمع باعتبار معنى من كما أن الأفراد في الضمائر الثلاثة باعتبار لفظها، وقوله تعالى :﴿ قَدْ أَحْسَنَ الله لَهُ رِزْقاً ﴾ حال أخرى منه أو من الضمير في ﴿ خالدين ﴾ بطريق التداخل، وإفراد ضمير ﴿ لَهُ ﴾ باعتبار اللفظ أيضاً، وفيه معنى التعجيب والتعظيم لما رزقه الله تعالى المؤمنين من الثواب وإلا لم يكن في الأخبار بما ذكر ههنا كثير فائدة كما لا يخفى.


الصفحة التالية
Icon