ولما كان أعلى ما يقع به المنع من الأشياء من جهة العباد الإيمان، وكان تعالى قد جعل من رحمته لعباده لإيمانهم كفارة قال :﴿والله﴾ أي تفعل ذلك لرضاهن والحال أن الله الملك الأعلى ﴿غفور رحيم﴾ أي محاء ستور لما يشق على خلص عباده مكرم لهم، ثم علل أو بين بقوله :﴿قد فرض الله﴾ أي قدر ذو الجلال والإكرام الذي لا شريك له ولا أمر لأحد معه، وعبر بالفرض حثاً على قبول الرخصة إشارة إلى أن ذلك لا يقدح في الورع ولا يخل بحرمة اسم الله لأن أهل الهمم العوالي لا يحبون النقلة من عزيمة إلى رخصة بل من رخصة إلى عزيمة، أو عزيمة إلى مثلها.