ولما كان المصدق ربما كان تصديقه في الظاهر أو مشوباً بشيء من الضمائر قال :﴿وكانت﴾ أي جبلة وطبعاً، وشرفها بأن جعلها في رتبة الأكمل وهم الرجال فقال :﴿من القانتين﴾ أي المخلصين الذين هم في غاية القوة والكمال لأنها كانت من بنات الأحباب المصطفين على العالمين، فلم تكن عبادتها تقصر عن عبادة الأقوياء الكلمة، وقد أتم سبحانه الأمثال في الآداب بالثيبات والأبكار والأخيار والأشرار، فانعطف آخر السورة على أولها في المعاني بالآداب، وزاد ذلك حسناً كونها في النساء وفي الذوات والأعيان بزواج النبي ـ ﷺ ـ لآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران في الجنة دار القرار السالمة عن الأكدار الزواج الأبدي فصار أول السورة وآخرها في أزواجه ـ ﷺ ـ وفي ختامها بالقنوت الذي هو خلاصة الأوصاف الماضية في الأبدال المذكورات أعظم مناسبة - والله الهادي. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٨ صـ ٥٧ ـ ٦١﴾


الصفحة التالية
Icon