ولما سألت ما حيّزها إلى جناب الله سألت ما يباعدها في الدارين من أعدائه فقالت :﴿ونجني﴾ أي تنجية عظيمة ﴿من فرعون﴾ أي فلا أكون عنده ولا تسلطه عليّ بما يضرني عندك ﴿وعمله﴾ أي أن أعمل بشيء منه ﴿ونجني﴾ أعادت العامل تأكيداً ﴿من القوم الظالمين﴾ أي الناس الأقوياء العريقين في أن يضعوا أعمالهم في غير مواضعها التي أمروا بوضعها فيها فعل من يمشي في الظلام عامة، وهم القبط، لا تخالطني بأحد منهم، فاستجاب الله تعالى دعاءها وأحسن إليها لأجل محبتها للمحبوب وهو موسى عليه الصلاة والسلام كما يقال : صديق صديقي داخل في صداقتي، وذلك أن موسى عليه الصلاة والسلام لما غلب السحرة آمنت به فعذبها فرعون فماتت بعد أن أراها الله بيتها في الجنة ولم يضرها كونها تحت فرعون شيئاً لأنها كانت معذورة في ذلك، فالآية من الاحتباك : حذف أولاً " فلم تسألا الجنة " لدلالة " رب ابن لي " ثانياً عليه، وحذف ثانياً " كانت تحت كافر " لدلالة الأول عليه.