ثم طفق يخوف الكفرة بقوله عز قوله "أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ" خاطبهم جل خط به بحسب اعتقادهم لأنهم من المشبهة أو من أشباههم إذ يعتقدون أنه في السماء وأن الرحمة والعذاب ينزلان منه، تعالى اللّه عن المكان "أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ" كما خسفها بقارون وغيره "فَإِذا هِيَ تَمُورُ" ١٦ تضطرب من شدة حركتها من أثر الخسف المسائل "أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً" ريحا شديدة قاصفة ذات حجارة يرجمكم فيها كما فعل بقوم لوط وغيرهم "فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" ١٧ إذا عاينتم العذاب وإذا علمتم أن لا أمان لكم من أحد فلما ذا تتمادون على الكفر "وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" قبل قومك يا محمد
وهم الأمم السابقة أنبياءهم "فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ" ١٨ عليهم بإنزال العذاب على غاية من الهول والفظاعة، أي هل وجدوا إنذاري الذي أنذروا به على لسان رسلي في الأمر والنهي ونكيري على منكري البعث والجزاء حقا أم لا ؟ بل وجدوه حقا، وقرىء بالياء فيهما وبحذفها اكتفاء بالكسرة.


الصفحة التالية
Icon