قال تعالى "أَ وَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ" أجنحتها باسطتها في الهواء في جو السماء "وَيَقْبِضْنَ" أجنحتها إذا ضربن بها جنوبهن "ما يُمْسِكُهُنَّ" حالتي البسط والقبض من الوقوع في الأرض "إِلَّا الرَّحْمنُ" الذي شملت رحمته كل شيء "إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ" ١٩ يعلم كيف خلق وكيف دبر خلقه، راجع الآية ٧٩ من سورة النحل المارة، وهذه الآية والتي بعدها تنبيه على قدرة اللّه تعالى على الخسف وإرسال الخاصب الذي خوفهم به في الآيتين المتقدمتين "أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ" إن أراد بكم إيقاع العذاب ؟ الجواب لا أحد "إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ" ٢٠ مما ينفخ الشيطان في صدورهم ويمنيّهم بأن لا عذاب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا حساب
"أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ" اللّه "رِزْقَهُ" عليكم ؟ كلا، لا أحد أبدا، وتراهم عند الإمساك يتركون أوثانهم ويرجعون إلى ربهم "بَلْ لَجُّوا" ضجوا وتمادوا بالغي والعناد فلم يتأثروا ولم يرتدعوا بل صاحوا وظلوا "فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" ٢١ في نبو عن الحق وشراد وتباعد عنه.


الصفحة التالية
Icon