قال تعالى "أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى " له وأولى "أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ" ٢٢ وهذا مثل ضربه اللّه للكافر والمؤمن الذي كان مطاطئا رأسه في الضلالة والجهالة، والمؤمن الرافع رأسه في الهدى والرشد "قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ" ٢٣ اللّه على هذه الجوارح التي لولاها لكنتم مثل البهائم وقد ضيعتم نعمتها بصرفها لغير ما خلقت لها فحرمتم من الثواب المقدر لذلك "قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ" خلقكم وبثكم فيها في الدنيا لتفكروا بآلاء اللّه "وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" ٢٤ في الآخرة لتحاسبوا وتكافؤا على أعمالكم الخير بأحسن منه والشر بمثله، وتراهم يا سيد الرسل معرضين عن كل ذلك "وَيَقُولُونَ"
لك "مَتى هذَا الْوَعْدُ" الذي توعدنا به وتهددنا فيه أنت وأصحابك "إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ" ٢٥ أن هناك حياة أخرى نحاسب فيها على أعمالنا ونثاب أو نعاقب.
مطلب تبرؤ الرسول عن علم الغيب وأمر الرسول بسؤال الكفرة :