والسويّ : الشديد الاستواء فعيل بمعنى فاعل قال تعالى :﴿ أهْدِك صراطاً سوياً ﴾ [ مريم : ٤٣ ].
و( أم ) في قوله :﴿ أمن يمشي سوياً ﴾ حرف عطف وهي ( أم ) المعادلة لهمزة الاستفهام.
و( مَن ) الأولى والثانية في قوله :﴿ أفمن يمشي مكباً ﴾ أو قوله :﴿ أمن يمشي سوياً ﴾ موصولتان ومحْملهما أن المراد منهما فريق المؤمنين وفريق المشركين، وقيل : أريد شخص معيّن أريد بالأولى أبو جهل، وبالثانية النبي ﷺ أو أبو بكر أو حمزة رضي الله عنهما.
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٢٣)
هذا انتقال من توجيه الله تعالى الخطاب إلى المشركين للتبصير بالحجج والدلائل وما تخلل ذلك من الوعيد أو التهديد إلى خطابهم على لسان رسوله ﷺ بأن يقُول لهم ما سيُذكر تفنناً في البيان وتنشيطاً للأذهان حتى كأنَّ الكلامَ صدَر من قائلين وترفيعاً لقدر نبيئه ﷺ بإعطائه حظاً من التذكير معه كما قال تعالى :﴿ فإنما يسرناه بلسانك ﴾ [ الدخان : ٥٨ ].
والانتقال هنا إلى الاستدلال بفُروع المخلوقات بعد الاستدلال بأصولها، ومن الاستدلال بفروع أعراض الإِنسان بعد أصلها، فمن الاستدلال بخلق السماوات والأرض والموت والحياة، إلى الاستدلال بخلق الإِنسان ومداركه، وقد أتبع الأمر بالقول بخمسةٍ مِثْلِه بطريقة التكرير بدون عاطف اهتماماً بما بعد كل أمر من مقالة يبلغها إليهم الرسول ﷺ قال :﴿ هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار ﴾، الخ.
والضمير ﴿ هو ﴾ إلى ﴿ الرحمان ﴾ من قوله :﴿ من دون الرحمان ﴾ [ الملك : ٢٠ ].
والإِنشاء : الإيجاد.