وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقال ابن عطية :
﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات ﴾
ثم أحال على العبرة في أمر ﴿ الطير ﴾، وما أحكم من خلقتها وذلك بين عجز الأصنام والأوثان عنه، و: ﴿ صافات ﴾ جمع صاقة، وهي التي تبسط جناحيها وتصفهما حتى كأنها ساكنة، وقبض الجناح ضمه إلى الجنة ومنه قول أبي خراش :[ الطويل ]
يحث الجناح بالتبسط والقبض... وهاتان حالان للطائر يستريح من إحداهما للأخرى. وقوله تعالى :﴿ ويقبضن ﴾ عطف المضارع على اسم الفاعل وذلك جائز كما عطف اسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر :[ الرجز ]
بات يغشِّيها بعضب باتر... يقصد في أسوقها وجائر
وقرأ طلحة بن مصرف :" أمَن " بتخفيف الميم في هذه، وقرأ التي بعدها مثقلة كالجماعة والجند أعوان الرجل على مذاهبه، وقوله تعالى :﴿ إن الكافرون إلا في غرور ﴾ خطاب لمحمد بعد تقرير، قل لم يا محمد ﴿ أمن هذا ﴾.
أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١)
هذا أيضاً توقيف على أمر لا مدخل للأصنام فيه، والإشارة بالرزق إلى المطر، لأنه عظم الأرزاق، ثم أخبر تعالى عنهم أنهم :﴿ لجوا ﴾ وتمادوا في التمنع عن طاعة الله، وهو العتو في نفور، أي بعد عن الحق بسرعة ومبادرة، يقال : نفر عن الأمر نفوراً، وإلى الأمر نفيراً، ونفرت الدابة نفاراً.