قال قتادة : هو قولهم ﴿ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا ﴾ [ ص : ١٦ ] وقال الضحاك : هو قولهم ﴿ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ] الآية.
وقال أبو العباس :"تَدعُونَ" تستعجلون ؛ يقال : دعوت بكذا إذا طلبته ؛ وادعيت افتعلت منه.
النحاس :"تَدّعُونَ وتَدْعُون" بمعنًى واحد ؛ كما يقال : قدر واقتدر، وعَدَى واعتدى ؛ إلا أن في "افتعل" معنى شيء بعد شيء، و "فَعَل" يقع على القليل والكثير.
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ الله ﴾ أي قل لهم يا محمد يريد مشركي مكة، وكانوا يَتَمَنَّوْن موتَ محمد ﷺ ؛ كما قال تعالى :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾ [ الطور : ٣٠ ] : أرأيتم إن مِتْنَا أو رُحِمْنَا فأخِّرت آجالُنا فمن يجيركم من عذاب الله ؛ فلا حاجة بكم إلى التربّص بنا ولا إلى استعجال قيام الساعة.
وأسكن الياء في "أهلكني" ابن مُحَيْصِن والْمُسَيّبي وشيبة والأعمش وحمزة.
وفتحها الباقون.
وكلهم فتح الياء في "ومَنْ معيَ" إلا أهل الكوفة فإنهم سكّنوها.
وفتحها حَفْص كالجماعة.
قوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ الرحمن آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ ﴾ قرأ الكِسَائيّ بالياء على الخبر ؛ ورواه عن عليّ.
الباقون بالتاء على الخطاب.
وهو تهديد لهم.
ويقال : لم أخّر مفعول "آمَنَّا" وقدّم مفعول "تَوَكَّلْنَا" فيقال : لِوُقوع "آمَنَّا" تعريضاً بالكافرين حين ورد عقيب ذكرهم.
كأنه قيل : آمَنَّا ولم نكفر كما كفرتم.
ثم قال ﴿ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ خصوصاً لم نتكّل على ما أنتم متكّلون عليه من رجالكم وأموالكم ؛ قاله الزَّمَخْشَرِيّ.
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ﴾
يا معشر قريش ﴿ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً ﴾ أي غائِراً ذاهباً في الأرض لا تناله الدلاء.


الصفحة التالية
Icon