﴿ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴾ كُسرت "إن" لدخول اللام في الخبر.
وهي من صلة "أيمان"، والموضع النصب ولكن كسرت لأجل اللام ؛ تقول : حلفت إن لك لكذا.
وقيل : تم الكلام عند قوله :﴿ إلى يَوْمِ القيامة ﴾ ثم قال :﴿ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴾ إذاً ؛ أي ليس الأمر كذلك.
وقرأ ابن هُرْمُز "أَيْنَ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تخّيرون" "أين لكم لَمَا تحكمون" ؛ بالاستفهام فيهما جميعاً.
وقرأ الحسن البصري "بالغةً" بالنصب على الحال ؛ إما من الضمير في "لكم" لأنه خبر عن "أيمان" ففيه ضمير منه.
وإما من الضمير في "عَلَيْنَا" إن قدّرت "علينا" وصفاً للأيمان لا متعلقاً بنفس الأيمان ؛ لأن فيه ضميراً منه، كما يكون إذا كان خبراً عنه.
ويجوز أن يكون حالاً من "أيمان" وإن كانت نكرة، كما أجازوا نصب "حَقًّا" على الحال من "متاع" في قوله تعالى :﴿ مَتَاعٌ بالمعروف حَقّاً عَلَى المتقين ﴾ [ البقرة : ٢٤١ ] وقرأ العامة "بالغةٌ" بالرفع نعت ل "أيمان".
قوله تعالى :﴿ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾
أي سل يا محمد هؤلاء المتقوّلين عليَّ : أيُّهم كفيل بما تقدم ذكره.
( وهو أن لهم من الخير ) ما للمسلمين.
والزعيم : الكفِيل والضّمين ؛ قاله ابن عباس وقتادة.
وقال ابن كيسان : الزعيم هنا القائم بالحجة والدعوى.
وقال الحسن : الزعيم الرسول.
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ ﴾ أي ألهم والميم صلة.
"شُرَكَاء" أي شهداء.
﴿ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ ﴾ يشهدون على ما زعموا.
﴿ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ ﴾ في دعواهم.
وقيل : أي فليأتوا بشركائهم إن أمكنهم ؛ فهو أمر معناه التعجيز. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon