في الآية وجهان الأول : تقرير الآية : تعرضون لا يخفى أمركم فإنه عالم بكل شيء، ولا يخفى عليه منكم خافية، ونظيره قوله :﴿لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَىْء﴾ [ غافر : ١٦ ] فيكون الغرض منه المبالغة في التهديد، يعني تعرضون على من لا يخفى عليه شيء أصلاً الوجه الثاني : المراد لا يخفى يوم القيامة ما كان مخفياً منكم في الدنيا، فإنه تظهر أحوال المؤمنين فيتكامل بذلك سرورهم، وتظهر أحوال أهل العذاب فيظهر بذلك حزنهم وفضيحتهم، وهو المراد من قوله :﴿يَوْمَ تبلى السرائر، فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ﴾ [ الطارق : ٩، ١٠ ] وفي هذا أعظم الزجر والوعيد وهو خوف الفضيحة.
المسألة الثانية :
قراءة العامة ﴿لاَ تخفى﴾ بالتاء المنقطة من فوقها، واختار أبو عبيدة الياء وهي قراءة حمزة، والكسائي قال : لأن الياء تجوز للذكر والأنثى والتاء لا تجوز إلا للأنثى، وههنا يجوز إسناد الفعل إلى المذكر وهو أن يكون المراد بالخافية شيء ذو خفاء.
وأيضاً فقد وقع الفصل ههنا بين الاسم والفعل بقوله : منكم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣٠ صـ ٩٥ ـ ٩٧﴾