" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. الحاقة )
السّورة مكِّيّة.
وآياتها إِحدى وخمسون فى عدّ البصرة والشام، واثنتان فى عَدّ الباقين.
وكلماتها مائتان وخمس وخمسون.
وحروفها أَلف وأَربعمائة وثمانون.
والمختلف فيها آيتان :﴿الحَآقَّةُ﴾ الأُولى ﴿بِشِمَالِهِ﴾.
مجموع فواصل آياتها (نم له) على اللاَّم منها آية واحدة :﴿بَعْضَ الأَقَاوِيلِ﴾.
ولها اسمان : سورة الحاقة ؛ لمفتتحها، وسورة السِّلسلة ؛ لقوله :﴿فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ﴾.
معظم مقصود السّورة : الخبر عن صعوبة القيامة، والإِشارة بإِهلاك القرون الماضية، وذكر نَفْخة الصُّور، وانشقاق السّموات، وحال السّعداءِ والأَشقياءِ وقت قراءة الكتب، وذلّ الكفَّار مقهورين فى أَيدى الزّبانية، ووصف الكفَّار القرآنَ بأَنه كِهانة وشعر، وبيان أَنَّ القرآن تذكِرة للمؤمن، وحسرة للكافر، والأَمر بتسبيح الرّكوع فى قوله :﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾.
السّورة محكمة، خالية عن النَّاسخ والمنسوخ.
المتشابهات
قوله :﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ بالفاءِ، وبعده :(وأَمَّا) بالواو ؛ لأَنَّ الأَوّل متَّصل بأَحوال القيامة وأَهوالها، فاقتضى الفاءَ للتَّعقيب، والثَّانى متَّصل بالأَوّل، فأَدخل الواو ؛ لأَنَّه للجمع.
قوله :﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ خصّ ذكر الشِّعر بقوله :﴿مَّا تُؤْمِنُونَ﴾ لأَنَّ مَن قال : القرآن شعر، ومحمّد صلَّى الله عليه وسلَّم شاعر - بعد ما علم اختلاف آيات القرآن فى الطُّول والقِصَر، واختلافَ حروف مقاطعِه - فلكفره وقلَّة إِيمانه، فإِنَّ الشعر كلام موزون مقفَّى.