الجواب : عبر عن البينات بالفرقان، ولم يأت من الهدى والبينات فيطابق العجز الصدر لأن فيه مزيد معنى لازم للبينات، وهو كونه يفرق به بين الحق والباطل، فمتى كان الشيء جلياً واضحاً حصل به الفرق، ولأن في لفظ : الفرقان، مؤاخاة للفاصلة قبله، وهو قوله :﴿شهر رمضان﴾، ثم قال :﴿هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان﴾ فحصل بذلك تواخي هذه الفواصل، فصار الفرقان هنا أمكن من البينات من حيث اللفظ ومن حيث المعنى، كما قررناه. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٤٧﴾
قوله تعالى :﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾
المناسبة
ولما أتم ما في ذكر الشهر من الترغيب إثر التعيين ذكر ما فيه من عزيمة ورخصة فقال :﴿فمن شهد﴾ أي حضر حضوراً تاماً برؤية بينة لوجود الصحو من غير غمام أو بإكمال عدة شعبان إن كان غيم ولم يكن مريضاً ولا مسافراً. قال الحرالي : وفي شياعه إلزام لمن رأى الهلال وحده بالصوم. وقوله :﴿منكم﴾ خطاب الناس ومن فوقهم حين كان الصيام معلياً لهم ﴿الشهر﴾ هو المشهود على حد ما تقول النحاة مفعول على السعة، لما فيه من حسن الإنباء وإبلاغ المعنى، ويظهر معناه قوله تعالى :﴿فليصمه﴾ فجعله واقعاً على الشهر لا واقعاً على معنى : فيه، حيث لم يكن : فليصم فيه ؛ وفي إعلامه صحة صوم ليلة ليصير ما كان في الصوم الأول من السعة بين الصوم والفطر للمطيق واقعاً هنا بين صوم الليل وفطره لمن رزق القوة بروح من الله تعالى - انتهى.
أهـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٣٤٣ ـ ٣٤٤﴾
قال فى التحرير والتنوير :
فى قوله تعالى :﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾