الجواب :﴿شهد﴾ يجوز أن يكون بمعنى حضر كما يقال : إن فلاناً شهد بَدراً وشهد أُحُداً وشهد العقبة أو شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ أي حضرها فنصب الشهر على أنه مفعول فيه لفعل ﴿شَهِد﴾ أي حضر في الشهر أي لم يكن مسافراً، وهو المناسب لقوله بعده :﴿ومن كان مريضاً أو على سفر﴾. الخ. أي فمن حضر في الشهر فليصمه كله ويُفهم أن مَن حضر بعضه يصوم أيام حضوره.
ويجوز أن يكون ﴿شهد﴾ بمعنى عَلِم كقوله تعالى :﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو﴾ [آل عمران : ١٨] فيكون انتصاب الشهر على المفعول به بتقدير مضاف أي علم بحلول الشهر، وليس شهد بمعنى رأى ؛ لأنه لا يقال : شهد بمعنى رأى، وإنما يقال شَاهد، ولا الشهر هنا بمعنى هلاله بناء على أن الشهر يطلق على الهلال كما حكوه عن الزجاج وأنشد في " الأساس" قول ذي الرمة :
فأصبح أَجلَى الطَّرْفِ ما يستزيده... يَرى الشهرَ قبل الناس وهو نَحيل
أي يرى هلال الشهر ؛ لأن الهلال لا يصح أن يتعدى إليه فعل ﴿شهد﴾ بمعنى حضر ومَن يفهم الآية على ذلك فقد أخطأ خطأ بيناً وهو يفضي إلى أن كل فرد من الأمة معلق وجوب صومه على مشاهدته هلال رمضان فمن لم ير الهلال لا يجب عليه الصوم وهذا باطل، ولهذا فليس في الآية تصريح على طريق ثبوت الشهر وإنما بينته السنة بحديث " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تُفطروا حتى تروه فإنْ غُمَّ عليكم فاقدروا له ". أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ١٧٤﴾
فائدة
قال الفخر :