وأما في سورة :﴿إِذَا الشمس كُوّرَتْ﴾ لما قال :﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ ثم قال بعده :﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شيطان رَّجِيمٍ﴾ [ التكوير : ٢٥ ] كان المعنى : إنه قول ملك كريم، لا قول شيطان رجيم، فصح أن المراد من الرسول الكريم ههنا هو محمد ﷺ، وفي تلك السورة هو جبريل عليه السلام، وعند هذا يتوجه السؤال : أن الأمة مجمعة على أن القرآن كلام الله تعالى، وحينئذ يلزم أن يكون الكلام الواحد كلاماً لله تعالى، ولجبريل ولمحمد، وهذا غير معقول والجواب : أنه يكفي في صدق الإضافة أدنى سبب، فهو كلام الله تعالى، بمعنى أنه تعالى هو الذي أظهره في اللوح المحفوظ، وهو الذي رتبه ونظمه، وهو كلام جبريل عليه السلام، بمعنى أنه هو الذي أنزله من السموات إلى الأرض، وهو كلام محمد، بمعنى أنه هو الذي أظهره للخلق، ودعا الناس إلى الإيمان به، وجعله حجة لنبوته.
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢)
وههنا مسائل :
المسألة الأولى :
قرأ الجمهور : تؤمنون وتذكرون بالتاء المنقوطة من فوق على الخطاب إلا ابن كثير، فإنه قرأهما بالياء على المغايبة، فمن قرأ على الخطاب، فهو عطف على قوله :﴿بِمَا تُبْصِرُونَ وما لا تُبْصِرُونَ﴾ [ الحاقة : ٣٨، ٣٩ ] ومن قرأ على المغايبة سلك فيه مسلك الالتفات.
المسألة الثانية :
قالوا : لفظة ما في قوله :{قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ...


الصفحة التالية
Icon