وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ويقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان فلنخلع نصفها بهذا.
وهذه الآيات ناطقة على أن المؤمنين يرحمون جميعاً، والكافرين لا يرحمون لأنه قسّم الخلق نصفين فجعل صنفاً منهم أهل اليمين ووصفهم بالإيمان فحسب بقوله ﴿ إِنّى ظَنَنتُ أَنّى ملاق حِسَابِيَهْ ﴾ وصنفاً منهم أهل الشمال ووصفهم بالكفر بقوله ﴿ إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم ﴾ وجاز أن الذي يعاقب من المؤمنين إنما يعاقب قبل أن يؤتى كتابه بيمينه ﴿ فَلَيْسَ لَهُ اليوم هاهنا حَمِيمٌ ﴾ قريب يرفع عنه ويحترق له قلبه ﴿ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ ﴾ غسالة أهل النار، فعلين من الغسل، والنون زائدة وأريد به هنا ما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم ﴿ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخاطئون ﴾ الكافرون أصحاب الخطايا وخطىء الرجل إذا تعمد الذنب.
﴿ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ﴾ من الأجسام والأرض والسماء.
﴿ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ ﴾ من الملائكة والأرواح فالحاصل أنه أقسم بجميع الأشياء ﴿ إِنَّهُ ﴾ أي إن القرآن ﴿ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ أي محمد ﷺ أو جبريل عليه السلام أي بقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله ﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ﴾ كما تدعون ﴿ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ ﴾ كما تقولون ﴿ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ وبالياء فيهما : مكي وشامي ويعقوب وسهل.
وبتخفيف الذال : كوفي غير أبي بكر.