(وإنه لحسرة على الكافرين).. بما يرفع من شأن المؤمنين، ويحط من قدر المكذبين وبما ينتهي إليه من إقرار الحق وإزهاق الباطل الذي يستمسك به الكافرون. ثم إنه حجة عليهم عند الله في اليوم الآخر، يعذبون
من الاية ٥١ الى آخر السورة
وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)
به، ويتحسرون لما يصيبهم بسببه. فهو حسرة على الكافرين في الدنيا والآخرة.
(وإنه لحق اليقين).. مع تكذيب المكذبين. حق اليقين. فليس مجرد اليقين، ولكنه الحق في هذا اليقين. وهو تعبير خاص يضاعف المعنى ويضاعف التوكيد. وإن هذا القرآن لعميق في الحق، عميق في اليقين. وإنه ليكشف عن الحق الخالص في كل آية ما يشي بأن مصدره هو الحق الأول الأصيل..
فهذه هي طبيعة هذا الأمر وحقيقته المستيقنة. لا هو قول شاعر. ولا هو قول كاهن. ولا هو تقول على الله. إنما هو التنزيل من رب العالمين. وهو التذكرة للمتقين. وهو حق اليقين.
هنا يجيء التلقين العلوي للرسول الكريم، في أنسب وقت وأنسب حالة لهذا التلقين:
(فسبح باسم ربك العظيم)..
والتسبيح بما فيه من تنزيه وتمجيد. وبما فيه من اعتراف وتحقيق. وبما فيه من عبودية وخشوع... هو الشعور الذي يخالج القلب، بعد هذا التقرير الأخير، وبعد ذلك الاستعراض الطويل، لقدرة الله العظيم، وعظمة الرب الكريم.. أ هـ ﴿الظلال حـ ٦ صـ ٣٦٧٦ ـ ٣٦٩٠﴾