فمعنى الآية لأذهبنا حياته معجلاً، والحاجز : المانع، وجمع ﴿ حاجزين ﴾ على معنى ﴿ أحد ﴾ لأنه يقع على الجميع، ونحوه قوله عليه السلام :" ولم تحل الغنائم لأحد سوى الرؤوس قبلكم ". والضمير في قوله تعالى :﴿ وإنه لتذكرة ﴾ عائد على القرآن، وقيل على محمد ﷺ، وفي قوله تعالى :﴿ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ﴾ وعيد وكونه ﴿ لحسرة على الكافرين ﴾ هو من حيث كفروا ويرون من آمن به ينعم وهم يعذبون، وقوله تعالى :﴿ لحق اليقين ﴾ ذهب الكوفيون إلى أنها إضافة الشيء إلى نفسه كدار الآخرة ومسجد الجامع. وذهب البصريون والحذاق إلى أن الحق مضاف إلى الأبلغ من وجوهه، وقال المبرد : إنما هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين. ثم أمر تعالى نبيه بالتسبيح باسمه العظيم. وفي ضمن ذلك الاستمرار على رسالته والمضي لأدائها وإبلاغها، وروي أن رسول الله ﷺ قال لما نزلت هذه الآية :" اجعلوها في ركوعكم " واستحب التزام ذلك جماعة من العلماء، وكره مالك لزوم ذلك لئلا يعد واجباً فرضاً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon