وقال مجاهد :﴿ الروح ﴾ ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. وقال بعض المفسرين : هو اسم الجنس في أرواح الحيوان. واختلف المتأولون في قوله تعالى :﴿ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾. فقال منذر بن سعيد وجماعة من الحذاق : المعنى ﴿ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ﴾ من أيامكم هذه مقدار المسافة أن لو عرجها آدمي خمسون ألف سنة، وقاله ابن إسحاق فمن جعل ﴿ الروح ﴾ جبريل أو نوعاً من الملائكة قال : المسافة هي من قعر الأرض السابعة إلى العرش، قاله مجاهد. ومن جعل ﴿ الروح ﴾ جنس الحيوان قال المسافة من وجه هذه الأرض إلى منتهى العرش علواً، قاله وهب بن منبه. وقال قوم المعنى :﴿ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره ﴾ في نفسه ﴿ خمسين ألف سنة ﴾ من أيامكم، ثم اختلفوا في تعيين ذلك اليوم، فقال عكرمة والحكم : أراد مدة الدنيا فإنها خمسون ألف سنة، لا يدري أحد ما مضى منها ولا ما بقي، فالمعنى ﴿ تعرج الملائكة والروح إليه ﴾ في مدة الدنيا، وبقاء هذه البنية ويتمكن على هذا في ﴿ الروح ﴾ أن يكون جنس أرواح الحيوان، وقال ابن عباس وغيره : بل اليوم المشار إليه يوم القيامة ثم اختلفوا، فقال بعضهم قدره في الطول قدر خمسين ألف سنة، وهذا هو ظاهر قول النبي ﷺ :" ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له صفائح من نار يوم القيامة، تكوى بها جبهته وظهره وجنباه في يوم كان مقداره ألف سنة ". وقال ابن عباس وأبو سعيد الخدري : بل قدره في هوله وشدته ورزاياه للكفار قدر ﴿ خمسين ألف سنة ﴾. وهذا كما تقول في اليوم العصيب، إنه كسنة ونحو هذا قال أبو سعيد، قيل يا رسول الله ما أطول يوماً مقداره خمسون ألف سنة، فقال :" والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة "، وقال عكرمة : المعنى كان مقدار ما ينقضي فيه من القضايا والحساب قدر ما ينقضي