وحب الفنا هو عنب الثعلب، وكذلك هو عند طيبه، وقبل تحطمه ألوان بعضه أخضر، وبعضه أصفر، وبعضه أحمر، لاختلافه في النضج، وتشبه ﴿ الجبال ﴾ به على هذا القول لأنها جدد بيض وحمر وسود فيجيء التشبيه من وجهين في الألوان وفي الانتفاش. ومن قال إن العهن : الصوف دون تقييد، وجعل التشبيه في الانتفاش وتخلخل الأجزاء فقط. قال الحسن : والجبال يوم القيامة تسير بالرياح ثم يشتد الأمر فتنهد ثم يشتد الأمر بها فتصير هباء منبثاً. وقرأ السبعة والحسن والمدنيون وطلحة والناس :" ولا يسأل " على بناء الفعل للفاعل، والحميم في هذا الموضع : القريب والوالي، والمعنى لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجدها عنده، قال قتادة : المعنى لا يسأله عن حاله لأنها ظاهرة قد بصر كل أحد حالة الجميع، وشغل بنفسه. وقرأ ابن كثير من طريق البزي وأبو جعفر وشيبة بخلاف عنهما وأبو حيوة " لا يُسأل " على بناء الفعل للمفعول. فالمعنى : ولا يسأل إحضاره لأن كل مجرم له سيما يعرف بها، وكذلك كل مؤمن له سيما خير. وقيل المعنى : لا يسأل عن ذنبه وأعماله ليؤخذ بها وليزر وزره. و﴿ يبصرونهم ﴾ على هذه القراءة قيل معناه في النار. وقال ابن عباس في المحشر يبصر بالحميم حميمه ثم يفر عنه لشغله بنفسه. وتقول : بصر فلان بالشيء، وبصرته به أريته إياه ومنه قول الشاعر :[ الوافر ]
إذا بصَّرتك البيداء فاسري... وأما الآن فاقتصدي وقيلي
وقرأ قتادة بسكون الباء وكسر الصاد خفيفة، فقال مجاهد :﴿ يبصرونهم ﴾ معناه يبصر المؤمنون الكفار في النار، وقال ابن زيد : يبصر الكفار من أضلهم في النار عبرة وانتقاماً عليهم وخزياً لهم.
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١)


الصفحة التالية
Icon