﴿ المجرم ﴾ في هذه الآية الكافر بدليل شدة الوعد وذكر ﴿ لظى ﴾ وقد يدخل مجرم المعاصي فيما ذكر من الافتداء، وقرأ جمهور الناس :" يومئذ " بكسر الميم، وقرأ الأعرج بفتحها، ومن حيث أضيف إلى غير متمكن جاز فيه الوجهان. وقرأ أبو حيوة " من عذابٍ " منوناً " يومَئذ " مفتوح الميم، والصاحبة : هنا الزوجة، والفصيلة في هذه الآية قرابة الرجل الأدنون، مثال ذلك بنو هاشم مع النبي ﷺ، والفصيلة في كلام العرب : أيضاً الزوجة، ولكن ذكر الصاحبة في هذه الآية لم يبق في معنى الفصيلة إلا الوجه الذي ذكرناه. وقوله ﴿ ثم ينجيه ﴾ الفاعل هو الفداء الذي تضمنه قوله ﴿ لو يفتدي ﴾ فهو المتقدم الذكر. وقرأ الزهري " تؤويهُ " و" تنجيهُ " برفع الهاءين، وقوله تعالى :﴿ كلا إنها لظى ﴾ رد لقولهم وما ودوه أي ليس الأمر كذلك، ثم ابتدأ الإخبار عن ﴿ لظى ﴾ وهي طبقة من طبقات جهنم، وفي هذا اللفظ تعظيم لأمرها وهولها. وقرأ السبعة والحسن وأبو جعفر والناس :" نزاعةٌ " بالرفع، وقرأ حفص عن عاصم :" نزاعةً " بالنصب، فالرفع على أن تكون ﴿ لظى ﴾ بدلاً من الضمير المنصوب، " ونزاعةُ " خبر " إن " أو على إضمار مبتدأ، أي هي نزاعة او على أن يكون الضمير في ﴿ إنها ﴾ للقصة، و﴿ لظى ﴾ ابتداء و" نزاعةٌ " خبره، أو على أن تكون ﴿ لظى ﴾ خبر و" نزاعةٌ " بدل من ﴿ لظى ﴾، أو على أن تكون ﴿ لظى ﴾ خبراً و" نزاعةٌ " خبراً بعد خبر. وقال الزجاج :" نزاعةٌ "، رفع بمعنى المدح.