متعلقٌ بسألَ لأنَّ السؤالَ كانَ عن استهزاءٍ وتعنتٍ وتكذيبٍ بالوحيِ، وذلكَ ممَّا يُضجره عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أو كانَ عن تضجرٍ واستبطاءٍ للنصرِ، أو بسألَ سائلٌ أو سالَ سيلٌ فمعناهُ جاءَ العذابُ لقُربِ وقوعِهِ فقد شارفتَ الانتقامَ. ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ ﴾ أيِ العذابَ الواقعَ أو يومَ القيامةِ على تقديرِ تعلقِ "في يومٍ" بواقعٍ ﴿ بَعِيداً ﴾ أي يستبعدونَهُ بطريقِ الإحالةِ فلذلكَ يسألونَ بهِ ﴿ وَنَرَاهُ قَرِيباً ﴾ هيناً في قُدرتِنَا غيرَ بعيدٍ علينا ولا متعذرٍ على أنَّ البُعدَ والقُربَ معتبرانِ بالنسبةِ إلى الإمكانِ. والجملةُ تعليلٌ للأمرِ بالصبرِ. وقولُه تعالَى :﴿ يَوْمَ تَكُونُ السماء كالمهل ﴾ متعلقٌ بقريباً أيْ يمكنُ ولا يتعذرُ في ذلكَ اليومِ أو بمضمرٍ دلَّ عليهِ واقعٍ أو بمضمرٍ مؤخرٍ، أي يومَ تكونُ السماءُ كالمهلِ الخ يكونُ من الأحوالِ والأهوالِ ما لا يُوصفُ، أو بدلٌ منْ في يومٍ على تقديرِ تعلقِهِ بواقعٍ. هذا ما قالُوا ولعلَّ الأقربَ أنَّ قولَهُ تعالَى سأل سائلٌ حكايةٌ لسؤالِهِم المعهودِ على طريقةِ قولِهِ تعالَى :﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الساعة ﴾ وقولِهِ تعالَى :﴿ وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد ﴾ ونحوهِما إذْ هُو المعهودُ بالوقوعِ على الكافرينَ لا ما دَعَا بهِ النضرُ أو أبُو جهلٍ أو الفهريُّ فالسؤالُ بمعناهُ والباءُ بمَعْنَى عنْ كَما في قولِهِ تعالَى :﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ وقولُه تعالَى :﴿ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ الخ استئنافٌ مسوقٌ لبيانِ وقوعِ المسؤولِ عنهُ لا محالةَ وقولُهُ تعالَى :﴿ فاصبر صَبْراً جَمِيلاً ﴾ مترتبٌ عليهِ وقولُه تعالَى :﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً ﴾ تعليلٌ للأمرِ بالصبرِ كما ذُكِرَ. وقولُهُ تعالَى :﴿ يَوْمَ تَكُونُ ﴾ الخ متعلقٌ بليسَ له دافعٌ أو بما يدلُّ هو عليهِ أي يقعُ يومَ تكونُ السماءُ كالمهلِ، وهو ما أُذيبَ على


الصفحة التالية
Icon