مَهَلٍ من الفلزاتِ وقيلَ دُرْدِيُّ الزيتِ.
﴿ وَتَكُونُ الجبال كالعهن ﴾ كالصوفِ المصبوغِ ألواناً لاختلافِ ألوانِ الجبالِ منها ﴿ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ ألوانها وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ فإذا بُسَّتْ وطيّرتْ في الجوِّ أشبهتِ العهنَ المنفوشَ إذَا طيرته الريحُ ﴿ وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ﴾ أي لا يسألُ قريبٌ قريباً عن أحوالِهِ ولا يُكلمه لابتلاءِ كلَ منهُم بما يشغلُهُ عن ذلكَ. وقُرِىءَ على البناءِ للمفعولِ، أيْ لا يُطلبُ منْ حميمٍ حميمٌ أو لا يسألُ منْهُ حالةٌ. ﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ ﴾ أي يُبصِرُ الأحماءُ الأحماءَ فلا يخفَونَ عليهم وما يمنعُهُم من التساؤلِ إلا تشاغلُهُم بحالِ أنفسِهِم، وقيلَ ما يُغني عنهُ من مشاهدةِ الحالِ كبياضِ الوجهِ وسوادِهِ، والأولُ أدخلُ في التهويلِ. وجمعَ الضميرينِ لعمومِ الحميمِ. وقُرِىءَ يُبْصِرُونَهُمْ، والجملةُ استئنافٌ ﴿ يَوَدُّ المجرم ﴾ أي يتمنَّى الكافرُ وقيلَ كلُّ مذنبٍ. وقولُهُ تعالَى :﴿ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ ﴾ أي العذابَ الذي ابتلُوا بهِ يومئذٍ ﴿ بِبَنِيهِ * وصاحبته وَأَخِيهِ ﴾ حكايةٌ لودادتِهِم. ولوُ في مَعْنَى التمنِّي، وقيلَ هي بمنزلةِ أنِ الناصبةِ فلا يكونُ لها جوابٌ وينسبكُ منهَا وممَّا بعدَها مصدرٌ يقعُ مفعولاً ليودُّ والتقديرُ يودُّ افتداءَهُ ببنيهِ الخ. والجملةُ استئنافٌ لبيانِ أنَّ اشتغالَ كلِّ مجرمٍ بنفسِهِ بلغَ إلى حيثُ يتمنَّى أن يفتدي بأقربِ الناسِ إليهِ وأعلقِهِم بقلبِهِ فضلاً أن يهتمَّ بحالِهِ ويسألَ عَنْهَا. وقُرِىءَ يومَئذٍ بالفتحِ على البناءِ للإضافةِ إلى غيرِ متمكنٍ، وبتنوينِ عذابٍ ونصبِ يومئذٍ وانتصابُهُ بعذابٍ لأنَّه في مَعْنَى تعذيبٍ.