فنقل اسم الجنس إلى جعله عَلَماً على واحد من جنسه، فقرن بألف تأنيث تنبيهاً بذلك التغيير على نقله إلى العلمية.
والعرب قد يدخلون تغييراً على الاسم غير العلم إذا نقلوه إلى العلمية كما سموا شُمْس بضم الشين منقولاً من شَمْس بفتح الشين.
كما قال ابن جني في شرح قول تأبط شراً:
إني لمهد من ثنائي فقاصدٌ...
به لابننِ عمِّ الصِدِق شُمْسسِ بننِ مالك
وليس من العلَم بالغلبة إذ ليس معرفاً ولا مضافاً، ولاجتماع العلمية والتأنيث فيه كان ممنوعاً من الصرف فلا تقول : لظًى بالتنوين إلاّ إذا أردت جنس اللهب، ولا تقول : اللَّظَى إلاّ إذا أردت لهباً معيناً، فأما إذا أردت اسم جهنم فتقول لظى بألف التأنيث دون تنوين ودون تعريف.
والنّزاعة : مبالغة في النزع وهو الفصل والقطع.
والشوى : اسم جمع شواة بفتح الشين وتخفيف الواو، وهي العضو غيرُ الرأس مثل اليد والرجل فالجمع باعتبار ما لكل أحد من شوى، وقيل الشواة : جلْدة الرأس فالجمع باعتبار كثرة الناس.
وجملة ﴿ تدعو ﴾ إما خبر ثان حسب قراءة ﴿ نزّاعة ﴾ بالرفع وإمّا حال على القراءتين.
والدعاء في قوله :﴿ تدعو ﴾ يجوز أن يكون غير حقيقة بأن يعتبر استعارة مكنية، شبهت لظّى في انهيال الناس إليها بضائف لمأدُبة، ورُمز إلى ذلك بـ ﴿ تدعو ﴾ وذلك على طريقة التهكم.
ويكون ﴿ من أدبر وتولى وجمع فأوعى ﴾ قرينةً، أو تجريداً، أي من أدبر وتولى عن الإِيمان بالله.
وفيه الطباق لأن الإِدبار والتولي يضادَّاننِ الدعوة في الجملة إذ الشأن أن المدعو يقبل ولا يدبر، ويكون ( يدعوا ) مشتقاً من الدُعوة المضمومة الدال، أو أن يشبه إحضار الكفار عندها بدعوتها إياهم للحضور على طريقة التبعية، لأن التشبيه بدعوة المنادي، كقول ذي الرمة يصف الثور الوحشي:
أمسى بوَهْبَيْننِ مُخْتَاراً لِمَرْتَعه...
من ذي الفوارس تدعُو أنفَه الرِّبَبُ


الصفحة التالية
Icon