وقال ابن زنجلة :
٧٠ - سورة المعارج
سأل سائل بعذاب بواقع ١
قرأ نافع وابن عامر سال غير مهموز أراد سأل بالهمز فترك الهمز للتخفيف قال محمد بن يزيد المبرد من لم يهمز فعلى أحد وجهين إما أن يأخذها من سال يسيل من السيل والوجه الثاني أن يكون من سلت أسال كما تقول خفت أخاف ونمت أنام و سلت أسال في معنى سألت أسأل وهي لغة معروفة والعرب تقول سألت أسأل ويقوي الوجه الأول ما روي عن ابن عباس أنه قال
من قرأها بلا همز فإنه واد في جهنم ومن قرأها مهموزة يريد النضر فعلى هذا القول سائل واد في جهنم كما قال فسوف يلقون غيا والغي واد
وقرأ الباقون سأل بالهمز أي دعا داع وهو النضر ابن الحارث بن كلدة وأجمع القراء على همز سائل لأنه إن كان من سأل بالهمز فعين الفعل همزة وإن كان من سال بغير همز فالهمزة بدل من الياء كما تقول سار فهو سائر تعرج الملئكة والروح إليه ٤
قرأ الكسائي يعرج الملائكة بالياء وقرأ الباقون بالتاء الجموع تذكر إذا قدرت بها الجمع وتؤنث إذا أريد بها الجماعة نحو قال الرجال وقالت الرجال قال الله كذبت قوم نوح المرسلين وقال إذ قالت الملائكة فمن قرأ تعرج بالتاء فإنه ذهب إلى جماعة الملائكة ومن قرأ بالياء فإنه ذهب إلى جمع الملائكة ولا يسئل حميم حميما يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ١٠ و١١
قرأ البرجمي عن أبي بكر ولا يسأل حميم حميما بضم الياء أي لا يقال لحميم أين حميمك أي لا يطالب قريبا بأن يحضر قريبه كما يفعل أهل الدنيا بأن يؤخذ الجار بالجار والحميم بالحميم لأنه لا جور هناك
أعلم أنك إذا بنيت الفعل للفاعل قلت سألت زيدا عن حميمه فإذا بنيت الفعل للمفعول به قلت سئل زيد عن حميمه وقد يحذف الجار فيصل الفعل إلى الاسم الذي كان مجرورا قبل حذف الجار فينتصب الاسم فعلى هذا انتصاب قوله حميما