﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ فخلِّهِم وشأنَهُم ﴿ يَخُوضُواْ ﴾ في باطِلِهِم الذي من جُمْلَتِهِ ما حُكِيَ عنهُم ﴿ وَيَلْعَبُواْ ﴾ في دُنياهُم ﴿ حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ الذى يُوعَدُونَ ﴾ وهو يومُ البعثِ عند النفخةِ الثانيةِ لا يومُ النفخةِ الأُولى كما توهمَ فإنَّ قولَهُ تعالَى :﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث ﴾ بدلٌ منْ يومِهِم. وقُرِىءَ يُخرجونَ على البناءِ للمفعولِ من الإخراجِ ﴿ سِرَاعاً ﴾ حالٌ من مرفوعِ يخرجونَ أي مسرعينَ ﴿ كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ ﴾ وهو كلُّ ما نُصِبَ فعبدَ من دونِ الله تعالَى. وقُرِىءَ بسكونِ الصَّادِ، وبفتحِ النونِ وسكونِ الصادِ أيضاً. ﴿ يُوفِضُونَ ﴾ يُسرعونَ ﴿ خاشعة أبصارهم ﴾ وصفتْ أبصارُهُم بالخشوعِ معَ أنه وصفُ الكلِّ لغايةِ ظهورِ آثارِهِ فيها ﴿ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ﴾ تغشاهُم ذِلةٌ شديدةٌ ﴿ ذلك ﴾ الذي ذُكِرَ ما سيقعُ فيهِ من الأحوالِ الهائلةِ ﴿ اليوم الذى كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾ في الدُّنيا. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٩ صـ ﴾