وقال الآلوسى :
﴿ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ ﴾
أي في الجهة التي تليك ﴿ مُهْطِعِينَ ﴾ مسرعين نحوك مادي أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك ليظفروا بما يجعلونه هزؤا.
﴿ عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال عِزِينَ ﴾ جماعات في تفرقة كما قال أبو عبيدة وأنشدوا قول عبيد بن الأبرص :
فجاؤا يهرعون إليه حتى...
يكونوا حول منبره عزينا
وخص بعضهم كل جماعة بنحو ثلاثة أشخاص أو أربعة جمع عزة وأصلها عزوة من العز ولأن كل فرقة تعتزى وتنتسب إلى غير من تعتزى إليه الأخرى فلامها واو وقيل لامها هاء والأصل عزهة وجمعت بالواو والنون كما جمعت سنة وأخواتها وتكسر العين في الجمع وتضم وقالوا عزى على فعل ولم يقولوا عزات ونصب عزين على أنه حال من ﴿ الذين كفروا ﴾ [ المعارج : ٣٦ ] أو من الضمير في ﴿ مُهْطِعِينَ ﴾ [ المعارج : ٣٦ ] على التداخل وعن اليمين إما متعلق به لأنه بمعنى متفرقين أو ب ﴿ مُهْطِعِينَ ﴾ أي مسرعين عن الجهتين أو هو حال أي كائنين عن اليمين روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي عند الكعبة ويقرأ القرآن فكان المشركون يجتمعون حوله حلقاً حلقاً وفرقاً يستمعون ويستهزؤن بكلامه عليه الصلاة والسلام ويقولون إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد ﷺ فلندخلها قبلهم فنزلت وفي بعض الآثار ما يشعر بأن الأولى أن لا يجلس المؤمنون عزين لأنه من عادة الجاهلية.
﴿ أَيَطْمَعُ كُلُّ امرىء مّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ﴾ أي بلا إيمان وهو إنكار لقولهم ان دخل هؤلاء الجنة الخ وقرأ ابن يعمر والحسن وأبو رجاء وزيد بن علي وطلحة والمفضل عن عاصم يدخل بالبناء للفاعل.


الصفحة التالية
Icon