مكرر، فإذا أدغم في اللام ذهب التكرير واختل المسموع. وقوله تعالى :﴿ ويؤخركم إلى أجل مسمى ﴾ مما تعلق المعتزلة به في قولهم : إن للإنسان أجلين، وذلك أنهم قالوا : لو كان واحداً محدوداً لما صح التأخير، إن كان الحد قد بلغ ولا المعاجلة إن كان الحد لم يبلغ.
قال القاضي أبو محمد : وليس لهم في الآية تعلق، لأن المعنى أن نوحاً عليه السلام، لم يعلم هل هم ممن يؤخر أو ممن يعاجل؟ ولا قال لهم : إنكم تؤخرون عن أجل قد حان لكم، لكن قد سبق في الأزل أنهم إما ممن قضى لهم بالإيمان والتأخير وإما ممن قضي عليه بالكفر والمعاجلة، فكأن نوحاً عليه السلام قال لهم : آمنوا يبين لكم أنكم ممن قضي لهم بالإيمان والتأخير، وإن بقيتم فسيبين لكم أنكم ممن قضي عليه بالكفر والمعاجلة ثم تشدد هذا المعنى ولاح بقوله :﴿ إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ﴾. وقد حكى مكي القول بالأجلين ولم يقدره قدره، وجواب ﴿ لم ﴾، مقدر يقتضيه اللفظ كأنه قال : فما كان أحزمكم أو أسرعكم إلى التوبة ﴿ لو كنتم تعلمون ﴾.
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥)