وقيل لعبد الله بن عمر : ما بال الشمس تَقْلِينا أحياناً وتَبْرُد علينا أحياناً؟ فقال : إنها في الصيف في السماء الرابعة، وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن، ولو كانت في السماء الدنيا لما قام لها شيء.
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧)
يعني آدم عليه السلام خلقه من أديم الأرض كلها، قاله ابن جريج.
وقد مضى في سورة "الأنعام والبقرة" بيان ذلك.
وقال خالد بن مَعْدان : خلق الإنسان من طين، فإنما تلين القلوب في الشتاء.
و"نَبَاتاً" مصدر على غير المصدر، لأن مصدره أنبت إنباتاً، فجعل الإسم الذي هو النّبات في موضع المصدر.
وقد مضى بيانه في سورة "آل عمران" وغيرها.
وقيل : هو مصدر محمول على المعنى، لأن معنى :"أنْبَتَكُمْ" جعلكم تنبتون نباتاً، قاله الخليل والزجاج.
وقيل : أي أنبت لكم من الأرض النبات.
ف"نَبَاتاً" على هذا نصب على المصدر الصريح.
والأوّل أظهر.
وقال ابن جريج : أنبتهم في الأرض بالكِبَر بعد الصِّغَر وبالطول بعد القِصَر.
﴿ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا ﴾ أي عند موتكم بالدفن.
﴿ وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً ﴾ بالنشور للبعث يوم القيامة.
قوله تعالى :﴿ والله جَعَلَ لَكُمُ الأرض بِسَاطاً ﴾
أي مبسوطة.
﴿ لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً ﴾ السُّبُل : الطرق.
والفجاج جمع فَجّ، وهو الطريق الواسعة، قاله الفرّاء.
وقيل : الفجّ المسلك بين الجبلين.
وقد مضى في سورتي "الأنبياء والحج". أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾