تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن ﴾ [ الأحقاف : ٢٩ ].
وقول الجن :﴿ إنا سمعنا ﴾ الآيات، هو خطاب منهم لقومهم الذين ولوا إليهم منذرين، و﴿ قرآناً عجباً ﴾ معناه ذا عجب، لأن العجب مصدر يقع من سامع القرآن لبراعته وفصاحته ومضمناته، وليس نفس القرآن هو العجب. وقرأ جمهور الناس " إلى الرُّشْد " بضم الراء وسكون الشين. وقرأ عيسى الثقفي " إلى الرَّشَد " بفتح الراء والشين. وقرأ عيسى " إلى الرُّشد " ومن كسر الألف من قوله " وإنه تعالى " فعلى القطع ويعطف الجملة على قوله ﴿ إنا سمعنا ﴾، ومن فتح الألف من قوله " وأنه تعالى " اختلفوا في تأويل ذلك، فقال بعضهم هي عطف على ﴿ إنه استمع ﴾، فيجيء على هذا قوله ﴿ تعالى ﴾ مما أمر أن يقول إنه أوحي إليه وليس يكون من كلام الجن، وفي هذا قلق.
وقال بعضهم بل هي عطف على الضمير في ﴿ به ﴾ فكأنه يقول فآمنا به وبأنه تعالى. وهذا القول ليس في المعنى، لكن فيه من جهة النحو العطف على الضمير المخفوض دون إعادة الخافض وذلك لا يحسن. وقرأ جمهور الناس " جدُّ ربنا " بفتح الجيم وضم الدال وإضافته إلى الرب، وقال جمهور المفسرين معناه عظمته.