وقال الشيخ أحمد عبد الكريم الأشموني :
سورة الجن
مكية عشرون وثمان آيات إجماعاً وكلمها مائتان وخمس وثمانون كلمة وحروفها سبعمائة وتسعة وخمسون حرفاً يبنى الوقف والوصل في هذه السورة على قراءة أن بالفتح والكسر فمن فتح عطفها على الهاء من قوله آمنا به وهو ضعيف عند أهل البصرة لأنَّ الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور ولا يتم الوقف لمن فتح إن ومن أضمر معها فعلا ساغ الابتداء بها سواء كانت مفتوحة أو مكسورة قال الهمداني وقد يجوز أن يكون معطوفاً على موضع الباء والهاء وذلك أن فآمنا به في تقدير فصدقناه أو صدقنا أنه وإن شئت عطفته على أوحى إلى أنَّه ومن كسرها عطفها على قوله فقالوا إنَّا سمعنا فالمضمر مع المفتوحة آمنا به وأوحى إليَّ ومع المكسورة فعل القول وعدتها اثنتا عشرة وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو جميع ما في هذه السورة بالكسر إلاَّ أربعة مواضع وهي أنَّه استمع وأن لو استقاموا على الطريقة وأنَّ المساجد لله وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه رداً إلى أوحى وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة ابن كثير وأبي عمرو إلاَّ موضعاً واحداً وهو وأنَّه لما قام عبد الله يدعوه فإنَّهما كسرا هذا الحرف وفتحا الثلاثة
فآمنا به (كاف) ومثله بربنا أحداً لمن قرأ وإنَّه بالكسر وليس بوقف فيهما لمن قرأه بالفتح بمعنى قل أوحي إليَّ أنَّه استمع وأنَّه تعالى جدُّ ربنا إلى آخرها وملخصه ما كان بمعنى القول كسر وما كان بمعنى الوحي فتح والمراد بقوله جدَّ ربنا عظمته وجلاله ومنه جدَّ الرجل عظم وفي الحديث كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا أي عظم قدره في أعيننا والمراد قدرة ربنا أو فعله أو نعمائه أو ملكه
ولا ولداً (كاف) و شططاً و كذباً و رهقاً و أحداً و شهباً و رصداً و رشداً و قدداً و هرباً و رهقاً و رشداً كلها وقوف كافية
وحطباً (جائز)
غدقاً ليس بوقف لتعلق اللام


الصفحة التالية
Icon