فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة المزمل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى (المزمل) أصله المتزمل، فأبدلت التاء زايا وأدغمت، وقد قرئ بتشديد الميم وتخفيف الزاى، وفيه وجهان: أحدهما هو مضاعف، والمفعول محذوف: أي المزمل نفسه.
والثانى هو مفتعل، فأبدلت الفاء ميما.
قوله تعالى (نصفه) فيه وجهان، أحدهما هو بدل من الليل بدل بعض من كل و (إلا قليلا) استثناء من نصفه.
والثانى هو بدل من قليلا، وهو أشبه بظاهر الآية، لأنه قال تعالى " أو انقص منه أو زد عليه " والهاء فيهما للنصف، فلو كان الاستثناء من النصف لصار التقدير: قم نصف الليل إلا قليلا أو انقص منه قليلا: أي على الباقي، والقليل المستثنى غير مقدر، فالنقصان منه لا يعقل.
قوله تعالى (أشد وطأ) بكسر الواو بمعنى مواطأة وبفتحها، وهو اسم للمصدر ووطأ على فعل، وهو مصدر وطئ وهو تمييز.
قوله تعالى (تبتيلا) مصدر على غير المصدر واقع موقع تبتل، وقيل المعنى بتل نفسك تبتيلا.
قوله تعالى (رب المشرق) يقرأ بالجر على البدل، وبالنصب على إضمار أعنى أو بدلا من اسم أو بفعل يفسره (فاتخذه) أي اتخذ رب المشرق، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ، ولا إله إلا هو الخبر.
قوله تعالى (والمكذبين) هو مفعول معه، وقيل هو معطوف، و (النعمة) بفتح النون التنعم، وبكسرها كثرة الخير.
قوله تعالى (ومهلهم قليلا) أي تمهيلا قليلا، أو زمانا قليلا.
قوله تعالى (يوم ترجف) هو ظرف للاستقرار في خبر إن، وقيل هو وصف
لعذاب: أي واقعا يوم ترجف، وقيل هو ظرف لأليم.
وأصل مهيل مهيول، فحذف الواو عند سيبويه وسكنت الياء، والياء عند الأخفش، وقلبت الواو ياء.
قوله تعالى (فعصى فرعون الرسول) إنما أعاده بالألف واللام ليعلم أنه الأول، فكأنه قال: فعصاه فرعون.


الصفحة التالية
Icon