قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ﴾ أي أقبل عبادة من عبدني ؛ فالدعاء بمعنى العبادة، والإجابة بمعنى القبول. دليله ما رواه أبو داود عن النُّعمان بن بَشير عن النبيّ ﷺ قال :" الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني أستجب لكم " فسُمِّيَ الدعاء عبادة ؛ ومنه قوله تعالى :﴿إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر : ٦٠] أي دعائي. فأمر تعالى بالدعاء وحض عليه وسمّاه عبادة، ووعد بأن يستجيب لهم. روى لَيث عن شَهر بن حَوْشَب عن عُبادة بن الصّامت قال سمعت رسول الله ﷺ يقول :" أُعْطِيَتْ أمتي ثلاثاً لم تُعط إلا الأنبياءَ كان الله إذا بعث نبِيًّا قال ادعني أستجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني أستجب لكم وكان الله إذا بعث النبيّ قال له ما جعل عليك في الدِّين من حَرج وقال لهذه الأمة ما جعل عليكم في الدِّين من حرج وكان الله إذا بعث النبيّ جعله شهيداً على قومه وجعل هذه الأمة شُهداءَ على الناس " وكان خالد الرَّبَعِيّ يقول : عجبت لهذه الأمة في ﴿ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شَرْط. قال له قائل مثل ماذا ؟ قال مثل قوله :﴿وَبَشِّرِ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ فها هنا شَرْط، وقوله :﴿وَبَشِّرِ الذين آمنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ فليس فيه شَرْط العمل، ومثل قوله :﴿فادعوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين﴾ فها هنا شَرط، وقوله :﴿ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر : ٦٠] ليس فيه شرط. وكانت الأمم تقرع إلى أنبيائها في حوائجهم حتى تسأل الأنبياءُ لهم ذلك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢ صـ ٣٠٩﴾
سؤال : لم قال تعالى :﴿فإني قريب﴾ ولم يقل : فقل لهم إني قريب ؟


الصفحة التالية
Icon